سورة النحل - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


قوله تعالى: {وما بكم من نعمة} قال الزجاج: المعنى: ما حل بكم من نعمة، من صحة في جسم، أو سَعَةٍ في رزق، أو متاعٍ من مال وولد {فمن الله} وقرأ ابن أبي عبلة: {فَمَنُّ الله} بتشديد النون.
قوله تعالى: {ثم إِذا مسكم الضُّرُّ} قال ابن عباس: يريد الأسقام، والأمراض، والحاجة.
قوله تعالى: {فإليه تجأرون} قال الزجاج: {تجأرون}: ترفعون أصواتكم إِليه بالاستغاثة، يقال: جأر يجأر جُؤاراً، والأصوات مبْنية على فُعَالٍ وفَعِيل فأما فُعَال فنحو الصُّرَاخ والخُوَار، وأما الفَعِيل فنحو العويل والزَّئير، والفُعَال أكثر.
قوله تعالى: {إِذا فريق منكم} قال ابن عباس: يريد أهل النفاق. قال ابن السائب: يعني الكفار.
قوله تعالى: {ليكفروا بما آتيناهم} قال الزجاج: المعنى: ليكفروا بأنّا أنعمنا عليهم، فجعلوا نِعَمَنا سبباً إِلى الكفر، وهو كقوله تعالى: {ربنا إِنك آتيت فرعون} إِلى قوله: {ليضلوا عن سبيلك} [يونس 88]، ويجوز أن يكون {ليكفروا}، أي: ليجحدوا نعمة الله في ذلك.
قوله تعالى: {فتمتعوا} تهدّد، {فسوف تعلمون} عاقبة أمركم.


قوله تعالى: {ويجعلون لما لا يعلمون} يعني: الأوثان.
وفي الذين لا يعلمون قولان:
أحدهما: أنهم الجاعلون، وهم المشركون، والمعنى: لما لا يعلمون لها ضراً ولا نفعاً؛ فمفعول العلم محذوف، وتقديره: ما قلنا، هذا قول مجاهد، وقتادة.
والثاني: أنها الأصنام التي لا تعلم شيئاً، وليس لها حس ولا معرفة، وإِنما قال: يعلمون، لأنهم لمَّا نحلوها الفهم، أجراها مجرى مَنْ يعقل على زعمهم، قاله جماعة من أهل المعاني. قال المفسرون: وهؤلاء مشركو العرب جعلوا لأوثانهم جزءاً من أموالهم، كالبَحِيرَةِ والسائِبَةِ وغير ذلك مما شرحناه في [الأنعام: 139].
قوله تعالى: {تالله لتُسأَلُنّ} رجع عن الإِخبار عنهم إِلى الخطاب لهم، وهذا سؤال توبيخ.
قوله تعالى: {ويجعلون لله البنات} قال المفسرون: يعني: خزاعة وكنانة، زعموا أن الملائكة بنات الله {سبحانه} أي: تنزه عما زعموا. {ولهم ما يشتهون} يعني: البنين. قال أبوسليمان: المعنى: ويتمنَّون لأنفسهم الذكور.
قوله تعالى: {وإِذا بُشِّر أحدهم بالأُنثى} أي: أُخبر بأنه قد وُلد له بنت {ظل وجهه مُسودّاً} قال الزجاج: أي: متغيِّراً تغيُّر مغتمٍّ، يقال لكل من لقي مكروهاً: قد اسود وجهه غَمّاً وحَزَناً.
قوله تعالى: {وهو كظيم} أي: يكظم شدة وَجْدِهِ، فلا يظهره، وقد شرحناه في سورة [يوسف: 84].
قوله تعالى: {يتوارى من القوم} قال المفسرون: وهذا صنيع مشركي العرب، كان أحدُهم إِذا ضرب امرأتَه المخاضُ، توارى إِلى أن يعلم ما يولد له، فإن كان ذكراً، سُرَّ به، وإِن كانت أنثى، لم يظهر أياماً يُدَبِّر كيف يصنع في أمرها، وهو قوله تعالى: {أيُمسِكُهُ على هُونٍ} فالهاء ترجع إِلى ما في قوله: {ما بُشِّر به}، والهُون في كلام العرب: الهوان. وقرأ ابن مسعود، وابن أبي عبلة، والجحدري: {على هوان} والدس: إِخفاء الشيء، في الشيء، وكانوا يدفنون البنت وهي حية {ألا ساء ما يحكمون} إِذْ جعلوا لله البنات اللاتي محلُّهن منهم هذا، ونسبوه إِلى الولد، وجعلوا لأنفسهم البنين.


قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مَثَلُ السَّوْء} أي: صفة السَّوْء من احتياجهم إِلى الولد، وكراهتهم للإناث، خوف الفقر والعار {ولله المثل الأعلى} أي: الصفة العليا من تنزُّهه وبراءته عن الولد.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10